لدى لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني أمس بمجموعة من رفاق السلاح المتقاعدين بالديوان الملكي الهاشمي، بمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، تحدث الملك بوضوح عن ثبات الموقف الأردني الذي لازم جلالته في مختلف اللقاءات ومنذ 25 عاماً برفض أي حلول على حساب الأردن، والدفاع الصلب عن عدالة الحق الفلسطيني.
لقد عبر جلالة الملك بحديثه النابع من القلب إلى القلب مع رفاق السلاح، عن وجدان وضمير الأردنيين الذين بادلوا الملك الوفاء بالوفاء، وقدموا من التضحيات أعظمها في سبيل الحفاظ على الوطن وصون مكتسباته، ومجابهة المخططات الخبيثة، باستثناء زمرة تتلقى الأوامر من الخارج، لدرجة أن الملك تحدث بحرقة على الوطن قائلاً بوضوح (عيب عليهم)، نعم عيب وألف عيب، فما يقومون به يصل إلى درجة الخيانة بعينها للوطن ولتضحيات الأردنيين ولدماء الشهداء، وهو أمر يستوجب الحساب بحق هؤلاء الذين يسعون لتحقيق أجندات مشبوهة على حساب مصلحة الوطن.
إننا في الأردن نؤكد الثبات على جبهة الحق خلف سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى، قد برهن للعالم أجمع أن الأردن وطن عظيم بقيادته وشعبه وجيشه وأجهزة الأمنية، مجدداً التأكيد على موقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الرافض للتهجير والتوطين والوطن البديل، ونقول بصوت واحد خلف الملك: «كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل».
إن الذين يشككون بموقف الأردن، ليسوا إلا أعداء للحق، وفي خانة الباطل والضلال، يتكسبون من مأساة أبناء أمتهم، والتاريخ لن يرحمهم، هذا إن كان لهم مكان حتى في خانات الغدر، فمن يتلقى الأوامر من الخارج من أجل منافع وضيعة، ليس سوى نكرة على هوامش الحياة، فليراجع نفسه وليكفر عن خطيئته، والحساب واجب اليوم، حتى يمتاز الخبيث من الطيب.
وسيبقى الأردن بعون الله، قلعة الصمود، شوكة في حلق كل طامع، لا يتنازل عن ثوابته ومبادئه تجاه أمته، وسنكون أوفياء لدماء الشهداء، ولعدالة الحق الفلسطيني، مقدمين كل جهد مخلص لتثبيت الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم، رافضين كل مخططات تهجيرهم في غزة والضفة، فهم أصحاب الحق والقضية، ونحن معهم بثبات وصمود، حتى ينالوا حقوقهم المشروعة على ترابهم الوطني.