توصل علماء المناخ إلى تحذيرات جديدة بشأن عواقب الاحترار العالمي، مشيرين إلى أن مناطق الأرض غير الصالحة للسكن ستتوسع بمقدار ثلاثة أضعاف إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة على الأرض بمقدار درجتين مئويتين أو أكثر فوق مستويات ما قبل الصناعة.
وفي حديثه عن الدراسة، أشار توم ماثيوز، الأستاذ المشارك في كلية لندن الملكية الجامعية، إلى أن "الحرارة القاتلة التي نراها في بعض المناطق لفترات قصيرة قد تصبح تهديدًا دائمًا لحياة البشر، بما في ذلك الشباب، في حال استمر الاحترار العالمي".
وأوضح العلماء أن ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الأكثر سخونة على الأرض قد يجعلها غير صالحة للحياة البشرية، خاصة في دول الخليج وجنوب آسيا، حيث يؤدي ارتفاع الحرارة وزيادة الرطوبة إلى منع الجسم من تبريد نفسه بشكل فعال.
وقد أظهرت الدراسة، التي أجراها علماء المناخ الأوروبيون، أن مساحة الأراضي غير الصالحة للسكن البشري بلغت حاليًا 1.8% من إجمالي مساحة الأرض، وهي مساحة مماثلة لألمانيا. ومع استمرار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة، قد تتضاعف هذه المساحة لتصبح مثل مساحة الولايات المتحدة.
وحذر الباحثون من أن بحلول نهاية القرن، إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع إلى 4 درجات مئوية، فإن 40% من اليابسة على سطح الأرض ستكون عرضة لموجات حر قاتلة بشكل دوري، مما يجعل الحياة البشرية ممكنة فقط في المناطق القطبية والمناطق المعتدلة.
هذه التوقعات تسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، والحد من انبعاثات الغازات المسببة له، لضمان حماية الحياة البشرية والبيئة في المستقبل.