في ظل الأوقات العصيبة التي مر بها السودان خلال السنوات الأخيرة، برز الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان كرمز للقوة والحكمة، حيث قاد البلاد في فترة مليئة بالتحديات والتحولات. ومن خلال رؤيته الاستراتيجية وحنكته العسكرية، استطاع البرهان الحفاظ على وحدة السودان وتعزيز مكانته إقليميًا ودوليًا.
وُلد عبد الفتاح البرهان في ولاية نهر النيل، ونشأ على قيم الانضباط والالتزام. تخرج من الكلية الحربية السودانية (الدفعة 31)، وبدأ مسيرته العسكرية التي تميزت بالكفاءة والانضباط. شغل البرهان عدة مناصب قيادية في الجيش، أبرزها قائد القوات البرية عام 2018، ثم مفتش عام للقوات المسلحة في 2019.
تميز البرهان بخبرته العسكرية الواسعة، حيث شارك في حروب دارفور وجنوب السودان، وكان له دور مهم في التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن. وقد أكسبته هذه التجارب احترام زملائه العسكريين وثقة الشعب السوداني.
كان للبرهان دور محوري في ثورة ديسمبر 2018، التي أطاحت بالرئيس عمر البشير. في لحظة تاريخية، وقف البرهان إلى جانب إرادة الشعب، حيث ظهر بين المتظاهرين في ساحة القيادة العامة، مؤكدًا انحيازه لتطلعات السودانيين في الحرية والعدالة.
تولى البرهان رئاسة المجلس العسكري الانتقالي في أغسطس 2019، وكان ذلك خطوة حاسمة نحو الحفاظ على استقرار البلاد وضمان انتقال سلس للسلطة. خلال هذه الفترة، أظهر البرهان التزامه بتحقيق مطالب الثورة وتأسيس نظام سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
واجه السودان تحديات جسيمة خلال فترة رئاسة البرهان، خاصة مع اندلاع النزاع المسلح مع قوات الدعم السريع في أبريل 2023. لكن البرهان أظهر شجاعة وحكمة في إدارة هذه الأزمة، حيث عمل على حماية وحدة السودان وضمان استمرارية مؤسسات الدولة.
وفي يناير 2025، أكد البرهان أن الجيش "ماضٍ في حماية الوطن وتحقيق الأمن"، مجددًا التزامه بإنهاء النزاعات وتحقيق السلام الدائم. قاد البرهان هذه الجهود بحنكة عسكرية ورؤية سياسية تهدف لحماية مصالح الشعب السوداني وتوفير بيئة آمنة للتنمية والازدهار.
على الساحة الدولية، أظهر البرهان قدرة فائقة على تمثيل السودان في المحافل الإقليمية والعالمية. ففي القمة العربية-الإسلامية بالرياض (2024)، ألقى كلمة تاريخية أكد فيها تضامن السودان مع القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودعا إلى دعم جهود السلام في المنطقة.
كما عمل البرهان على تعزيز العلاقات الدولية للسودان، من خلال التعاون مع المنظمات الإنسانية والدولية لضمان تدفق المساعدات إلى المتضررين من النزاعات. وتحت قيادته، استمر السودان في لعب دور فاعل في القضايا الإقليمية، ما عزز مكانة البلاد كطرف مهم في استقرار المنطقة.
رغم الظروف الصعبة التي مر بها السودان، لم يغفل البرهان عن الجانب الإنساني، حيث عمل على فتح المعابر الحدودية لتوصيل المساعدات الإنسانية بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. كما أشرف على إطلاق مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للشعب السوداني.
أظهر البرهان التزامه برفاهية المواطنين من خلال برامج الإصلاح الاقتصادي التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وتخفيف الأعباء عن كاهل الشعب. وتحت قيادته، بدأت البلاد في استعادة عافيتها تدريجيًا، وسط تفاؤل بتحقيق مستقبل أفضل.
يُعد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان شخصية محورية في تاريخ السودان الحديث. بفضل قيادته الحكيمة ورؤيته الاستراتيجية، استطاع الحفاظ على وحدة البلاد وتوجيهها نحو الاستقرار. وبينما يواجه السودان تحديات متعددة، يبقى البرهان رمزًا للأمل والإصرار، وقائدًا يستند إلى إرادة الشعب لتحقيق مستقبل مشرق للسودان.