يُعد التدخين أحد أخطر العادات السلبية التي لا تقتصر أضرارها على المدخن نفسه فقط، بل تمتد لتؤذي كل من حوله، فيما يُعرف بالتدخين السلبي. فالشخص الذي لا يدخن يصبح وكأنه مدخن بفعل تعرضه لدخان السجائر، مما يعرض صحته للخطر دون أي ذنب.
يلاحظ انتشار هذه الظاهرة في الأماكن العامة، مثل المستشفيات والمرافق الحكومية والخاصة، وحتى في باصات النقل العام "الكوستر"، حيث يتجاهل البعض القوانين والتعليمات التي تمنع التدخين في هذه الأماكن. وهذا السلوك لا يؤثر فقط على صحة الأفراد، بل يشكل تهديداً مباشراً لأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل الربو وأمراض القلب.
ولا تقتصر الأضرار على الجانب الصحي فقط، بل يتعداها إلى الجانب الاجتماعي والاقتصادي. فالكثير من الأسر تعاني من الأعباء المالية الناتجة عن الإنفاق المستمر على منتجات التبغ، مما يؤدي إلى تدهور أوضاعها الاقتصادية.
إضافة إلى ذلك، فإن ظاهرة تقليد الشباب والمراهقين وحتى الأطفال للمدخنين تُعد من أخطر النتائج، حيث يدفع الفضول والرغبة في التقليد الأعمى هؤلاء الصغار للوقوع في فخ الإدمان، ما يشكل تهديداً لمستقبلهم وصحتهم.
في هذا السياق، نطالب وزارة الصحة والجهات المعنية بتشديد الرقابة على المدخنين في الأماكن العامة، وفرض غرامات صارمة على المخالفين، بالإضافة إلى تكثيف حملات التوعية حول مخاطر التدخين وأثره المدمر على الأفراد والمجتمع ككل.
فالوقاية خير من العلاج، والحد من هذه الظاهرة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.