2025-07-16 - الأربعاء
عشيرة القديرات تهنئ ابنها مالك بتخرّجه من جامعة مؤتة nayrouz غالانت: إسرائيل لا تبذل جهدا كافيا لحماية دروز سورية nayrouz الدفعة الأكبر .. اجلاء 35 طفلا من غزة للعلاج في الأردن nayrouz حملة نظافة عامة في جميع مناطق بلدية أم القطين والمكيفتة nayrouz انسحاب حزب "شاس" من حكومة نتنياهو.. وزراء في طريقهم للاستقالة nayrouz الهجري ينفي وجود اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء nayrouz الأردن .. وفاة سائق في حادث تدهور واحتراق صهريج نفط بالجفر nayrouz تصاعد الخلافات بين زعيمي دروز السويداء حول اتفاق وقف إطلاق النار nayrouz إغلاق مؤقت للممر الجوي الجنوبي في الأجواء السورية nayrouz مجلس التعاون الخليجي يستنكر بشدة هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلية على سوريا nayrouz الشريدة يتقلد وسام الاستقلال العسكري من الدرجة الخامسة nayrouz وفد عسكري ألماني يزور قيادة الحرس الملكي الخاص nayrouz عودة طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بعد مشاركتها في إخماد حرائق الغابات في سوريا...صور nayrouz رئيس مجلس النواب يُحاضر في أكاديمية الشرطة الملكية nayrouz التربية بين بريق المصطلحات وجوهر الرسالة nayrouz مسؤول إسرائيلي: الغارة على دمشق هي الإنذار الأخير للجولاني nayrouz الفنان خالد عبد الرحمن يشارك بمهرجان جرش nayrouz الموافقة على تسوية 696 قضيَّة ضريبية nayrouz "اترك أثر" تطلق مبادرة بيئية شاملة في العقبة لتعزيز الوعي وحماية الطبيعة nayrouz من هو مدير الخدمات الطبية الملكية الجديد؟ nayrouz
وفيات الأردن ليوم الثلاثاء 16 تموز 2025 nayrouz وداعًا أميرة . الإعلامية أميرة أبو صبرة في ذمة الله nayrouz وفاة المعلمة اعتدال عطوان القضاة "ام مشعل " nayrouz وفاة المربية الفاضلة عايده عبدالله فرج الجازي "ام عبدالله nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 15-7-2025 nayrouz والدة القاضي في محكمة العدل العليا السفير محمود ضيف الله الحمود في ذمة الله nayrouz العميد الركن فلاح هاشم الجمعان الجبور " ابو خلدون" في ذمة الله nayrouz الجالية الأردنية بألمانيا تنعى المستشارة بمنظمة الشفافية كندة حتر nayrouz الاستاذ صالح ابراهيم العواد القلاب "ابو ابراهيم" في ذمة الله nayrouz رحيل أم شابة بلدغة عقرب.. وطفلتها الرضيعة ذات الشهرين تواجه الحياة بلا دفء الحنان nayrouz وفاة الدكتور خالد فايز تُفجع الأسرة الطبية وتُلهب مشاعر الأردنيين nayrouz وفيات الأردن ليوم الإثنين 14 تموز 2025 nayrouz عودة راجي الشوفيين العجارمة "أبو معتز" في ذمة الله nayrouz وزير المياه والري ينعى المهندس داوود أبو سرحان nayrouz قبيلة شمر تعزي بني صخر بوفاة فايز عناد الفايز nayrouz وفاة الحاج سليمان حسن الكعابنة (أبو سعيد) nayrouz فايز عناد السطام الفايز في ذمه الله nayrouz وفيات الأردن ليوم الأحد 13 تموز 2025 nayrouz وفاة الفاضلة الحاجه خوله صدقي سليم ضمره "أم مدحت " nayrouz وفاة العميد الطيار المتقاعد موسى سامي إسماعيل وجوخ nayrouz

الحج والناس راجعه ... اجتهاد الخيبة

{clean_title}
نيروز الإخبارية :


د. عادل يعقوب الشمايله

هناك فئة في كل مجتمع تعتقد أنها تسمو على بقية الشعب، وأن لها حقوقا وطقوسا لا يجوز أن تشترك فيها مع من تسميهم الدهماء ويسميهم شيوخ الاسلاميين بالعوام.
هذه الفئةُ تُفضِلُ ان تنتظر الى ما بعد انتهاء موسم الحج وتنظيف الاماكن المقدسة من مخلفات الحجاج البسطاء الفقراء السذج الذين يفدون من مختلف القارات ويشكلون غابة من الاقدام وغابة من الاكف المرفوعة للسماء وسحباً من الانفاس. لذلك فهم يخشون ان لا تشاهد الملائكة أكفهم وأن لا يتسع الفضاء لانفاسهم، وأن يضيع دعائهم وسط عواصف الادعية، وبذلك ينتهي حجهم بدون مكتسبات دينية ودنيوية وهذا لا ينسجم مع طبائع المُتاجرين. لذلك فهم يقصدون الحج بعد أن يُخْلَى لهم الميدان لانهم لا يحبون الاشتراكية ولا التشاركية. لأنهم ببساطة منتسبو حزب الاحتكار.
انتج  عهد الرئيس جمال عبدالناصر الكثير من البِدَعِ التي لا يُحمدُ عليها، ومن بينها بدعة إنشاء وزارات الاعلام والثقافة والتخطيط والرياضة وتسييس التعليم وتزوير الانتخابات بنسبة ال ٩٩٪؜ ودبلوماسية الميكروفونات،  والاهم من حيث درجة السوء بدعةُ  "حزب الحكومة الحاكم" أو حزبُ إحتكار الحكم والسلطة والذي سمي بالاتحاد الاشتراكي.
انتشرت بدعة "حزب الحكومة الحاكم" في العديد من الدول العربية التي تلقفت الإلهامات الناصرية ببغائية. النتيجةُ،  أن أدت هذه الاحزابُ الفوقيةُ الهابطةُ بالمظلة والتي عادة ما تلملم  الانتهازيين  السياسيين والانتهازيين الاقتصاديين والانتهازيين الاعلاميين والموظفين المتسلقين والانتهازيين من الشعراء الغاوين الذين هم في كل واد يهيمون وينافقون. اقول أدى إنشاء احزاب الحكومة في النهاية الى  سقوط الانظمة ذاتها وسقوط تلك الاحزاب معها. 
حدث هذا في مصر جمال ومصر السادات ومصر مبارك ومصر محمد مرسي. وحدث هذا في السودان والعراق وسوريا والجزائر وتونس وليبيا واليمن. الا تكفي هذه الشواهد لإقناع من في نفوسهم امراض أن يجتنبوا طاغوت الحزب الواحد الرسمي المهيمن؟ فالابناء كثيرا ما يضجرون ويسخطون ويفارقون والديهم إن لم يُعِينُوهم على الطاعة، والزوجات شُرِعَ لهن خلعُ ازواجهن. 
حزبُ الحكومة في الاردن ليس قديما فحسب، بل اصبح من كثرة قِدَمِهِ صَدِئاً ويجب على من يقربهُ او يلمسه أخذَ إبرةِ  كزاز حتى لا يُسَمِمَ دمهُ وضميره وروحه ومبادئه ووطنيته وربما آدميته وانسانيته.
هذا الحزب لم يشبع ولم يتعب ولم يمل من كثرة ما عاث في الاردن فساداً منذ اواسط الخمسينات. 
لم يتوقف الاردن يوما عن استجداء المعونات من الشرق ومن الغرب ومن القريب والغريب ومن الصديق ومن العدو. حافظ على وضعه المُعْتمِدِ  والمعُتمَدِ طيلة المائة عام، لأن حزب الحكومة لم ينجح وربما لم يحاول بناءَ اقتصادٍ وطني حقيقي مستدام، اقتصاد كرامة وسيادة. والدليل أنه لم تنشأ في الاردن صناعة حقيقية اصيلة ومتكاملة واردنية المذاق رغم كل الثرثرات الإعلامية والردودِ على كُتُبِ التكليف وخطابات طلب الثقة . كما  لم تَرقَ عوائدُ  السياحة الى عُشرِ المستوى الذي يستحقه الاردن الغني جدا جدا بالموارد السياحية بكافة انواعها. أما قطاعُ الزراعة فقد كان قضاءهُ وقدرهُ أن يتحكم به من تقرر لهم أن يُعادوه. وبسبب تلك العدائية، لم يتوقف عن خوض معركة صراع البقاءِ مع  حزب الحكومة الحاكم المُصرِّ على اعدامه وانكار جدواه والادعاء بِثقلِ عبئهِ  دون تقديم البديل للتشغيل والامن الغذائي والقدرة على تمويل الاستيراد. 
وفي مجال المواد الخام، يُصَدِّرُ حزبُ الحكومة ثروات الوطنِ من الفوسفات  والبوتاس والنحاس والرمل الزجاجي وغيرها خاما يباعُ بابخس الاثمان "كما يزعمُ الباعةُ" ليعاد استيراد  المُصَنّعِ منه  باسعار عالية جدا. ولم يكتف حزب الحكومة بذلك،  بل باع اصول ثروة البوتاس وثروة الفوسفات  بملاليم بعدَ أن أفشلَ عباقرته محاولات التصنيع بما في ذلك تصنيع الملح من بحر الملح.
يُصرُ حزب الحكومة على حرمان الاردن من موارد الطاقة بإنكار وجودها أو التعامي عن وجودها. فالصخر الزيتي موجودٌ تارة وغيرَ موجودٍ أو غير  إقتصادي، أو مُلوثٍ للبيئة تارة أُخرى. لأنه والبترول والغاز  برسم الامانة. ونظراً لأن  حزب الحكومة مشهورٌ  بشيمة الحفاظ على الامانة، فإن هذه الثروات لن تُمَسَّ خوفا من غضبة حراسها من الجن. فضربةُ الجن حامية وقاضية على ذمة العرافين.
لم ينجح حزب الحكومة في إنشاء بنية تحتية ولا فوقية مستدامة. فالتعليم الحكومي ضعيفٌ اصلا.  وظل يضعفُ مع مرور السنين. وكذلك الرعاية الصحية الحكومية المتمثلة بالمستشفيات والعيادات والادوية. 
ليس في الاردن نظام نقل عام،  بل فوضى نقل وفساد في النقل وتنفع بالنقل وتخلف بالنقل وطُوشٌ وسحب سلاح في النقل. ولذلك تضطر حتى الاسر الفقيرة لامتلاك سيارة على الاقل بقروض رغم عجزها عن شراء الوقود لها وصيانتها. لأنه بدون السيارة او السيارتين لا يستطيع افراد الاسرة الفقيرة الوصول الى مدارسهم وجامعاتهم ومراكز عملهم او علاجهم او التزاماتهم الاجتماعية الا بالتضحية بكرامتهم وسلامتهم. السبب هو دفع السكان لاستهلاك اكبر كمية ممكنة من مُشتقاتِ البترول بأسعار هي الاعلى عالميا مع أن البترول المستورد  مُهدَىً مُعظَمهُ، والباقي  يُشرى باسعار  مُخَفَضةٍ من دول الجوار،  للجار المسكين عاثر الحظ.
لم يستطع حزب الحكومة رغم مرور المائة عام المُحتَفى بها على توفير مياه صالحة للشرب،  ولا بكمياتٍ كافيةٍ لسد حاجةِ  الاسر  وبتعرفة مقدور عليها. أي ان استهلاك المواطن من المياه يقع تحت خط الفقر المائي بدرجات عديدة. وكذلك فإن معدل استهلاك المواطن من الكهرباء لا زال تحت خط الفقر. ويتواصل خطا الاستهلاك  في الانحدار تحت خط الفقر باستمرار نتيجة براعة حزب الحكومة في اختراع المبررات الفاقدة التبرير لرفع الاسعار وإثارة الذعر  والارتجاف عند اقتراب المواطن من كبسة الكهرباء او حنفية الماء. ويتجاهل حزب الحكومة  ان استهلاك الماء والكهرباء لا يُعدُ ترفاً يجبُ ترشيده عقابياً،  بل ضرورة حضارية وصحية واجتماعية كضرورة الرغيف واللباس والمأوى. 
أدمنَ حزبُ الحكومة على الانشغال،  وإشغالِ كل من يعمل لكسب رزقه بمسلسل  ممل لرفع الضرائب واسعار السلع والخدمات التي تسيطر عليها الحكومة، بزعم ارتفاع الاسعار عالميا. ولكن حزب الحكومة بقي  متمسكاً بتجميد رواتب العاملين والمتقاعدين ولا يعترف بتأثير رفع الاسعار حكوميا وخارجيا على تدني مستوى معيشة المواطن الناجمِ عن تراجع القيمة الشرائية لرواتبهم.
بعد مائة عام،  لم يستطع حزب الحكومة أن يحتفظ للاردن بميناء او مطار. بعد مائة عام من الثرثرة التي يجيدها حزب الحكومة فقد الاردن معظم اراضيه الصالحة للزراعة لان الحزب ظل يرفضُ محاولات قطاعي الاسكان  التعاوني والخاص في الانتقال بالمساكن والسكان من المرتفعات الماطرة الخصبة الصالحة لزراعة المنتجات الزراعية وليس لزراعة اعمدة الباطون المسلح،  الى الاراضي  شرقي السكة. ظل حزب الحكومة يحمل شعار الحفاظ على الاراضي الزراعية بينما هو منهمك بتنظيم نَهِمٍ للاحواض الصالحة للزراعة وتقسيمها وتفتيتها استجابة للضغوط وتبادل المنافع، بينما يمنعُ تنظيم الاراضي شرق السكة ويصنفها عبثياً بمقاييس الغباء المقدسة على أنها صالحة للزراعة،  في قلب للحقائق ليس له نظير، على قاعدةِ ضفدعةٌ ولو طارت.
يصر حزب الحكومة على الحفاظ على المياه الجوفية قابعةً في اعماق الصحراء لتستغلها دولٌ مجاورةٌ،  او لتسليمها كما هي يوم القيامة، بدلاً من استخراجها واستخدمها لاغراض الزراعة وانتاج اللحوم  والالبان والدواجن وتخفيض كمية وكُلَفِ استيرادها لتقليص نزيف العملة الصعبة  الصعبة المنال. 
ماذا بقي في جعبة حزب الحكومة ليقدمه للشعوب الاردنية في برنامجه الانتخابي بعد التعديلات الدستورية التي ضَمِنَت له الاحتكار الكامل؟ أخيراً، عليَّ أن أُذكرَ  من لا يعتبرون ولا يتعظون من عواقب أخطاء الاخرين أنه احتكار مؤقت والعاقبة للمتقين والممتنعين والرافضين الوطنيين. وأن لا سلام يوم وُلِدَ، بل يوم يموت أو يُدفنُ حياً.