في إطار تشجيع الفساد و محاربة النزاهة في الإدارات العمومية يعلن ائتلاف السياسيين الفاسدين عن تنظيم مأدبة عشاء على شرف الفقراء لجعل هذا الأخير أكثر مذلة, و في هذا الاطار سيكون ممثلون عن الأمة الفاسدة.
تحت شعار: الشعب يريد الفساد نظمت ندوة تحت شعار " السجن للنزهاء و الحرية للفاسدين, و تشجيعا لمبدأ تكافؤ الفرص و احتفاءا بالعلامة الكبير الذي جنى سبعمئة مليار درهم في أقل من سنتين, نظمت مؤسستنا حفلا تكريميا لكل مجهوداته الجسيمة التي ما فتئ يقوم بها و مساهما في الخزانة العامة للفاسدين بأفكاره التي تعطي روائح من فيح المسك.
تخلل هذا الحفل قراءة القسم بين الفاسدين لكي لا يخون بعضهم, حيث ينتهي الأخير بعبارة و لا عزاء للفقراء, و قد قال عامل البلدية في كلمة خصها للسادة الأعضاء الفاسدين ألقاها بدأها ب: " الحرب عليكم يا معشر الفجرة, إننا في إطار تأسيس جمهورية الفساد الديموقراطية اللاعادلة, إننا فعلا نشجع على كل هذه الممارسات الغيرأخلاقية, إننا في إطار ثورة تغيير المفاهيم التي أكلها الذباب, و مر عليها الحول, يا معشر الفاسدين جمعتكم هنا من أجل عنايتنا بكم و الدفع بكم إلى الأمام و كل وفي لنا فهو خائن و كل من يدعي الدفاع عن الحقوق فمصيره الإعدام بحقنة فايززرر, يا عبدة آمون و يا كهنة فرعون, إنه لزام علينا أن نؤسس قطيعة مع أصحاب الشرف, فمفهوم الشرف الجديد هو قيمتك تتجلى في تأسيس عهدا للفضائح و لا تجعلن عليكم أحزابا شرفاء يدافعون عنكم.
ميثاق شرف جمهورية الفاسدين:
على هذا النحو تنبني معايير دولتنا الفاسدة التي لا ترجو منا أن نكون عظماء و لكي نسجل اسمنا بالخط العريض وجب علينا أن نكون أولا أن نتأسلم و لا نستسلم و نحارب طاغوت الفقراء الذين لا نعزهم فهم أصحاب و نثانة, و إذا كنا نعلم أننا نحن الحقد و كل شر, فالشر يجب أن يتحول للخير و لا يجب أن ننسى أن نولي أهميتنا بقومنا الفاسد و على رأسهم الجاريات التي نعتبرهن مدخلا جديدا لعلم الفسادولوجيا.
التنظير لعلم الفساد:
في القرن 21 و في زمن ما سمي وباءء ظهرت مجموعة من الفعاليات الجاهلة اللاعلمية و ناشدت لتأسيس علما متفردا قائم على الفساد حيث يعتبر المفكر العظيم عذبه الله "عبد الباقي" هو أب النظرية حيث قال في إحدى مداخلاته " أنه من الضروري ذبح السطور لتأسيس الشرور" و هذه القولة التي بنى عليها الغبي " منصف" بحثه في إطار ما سماه "كوريبيسيولوجيا" حيث أرجح القول على أن الجاهل عبد الباقي لو لم يكن لما كان الفساد منتشرا فانطلاقا من قولة المنظر قال الجهلاء أنه أي جهل ينبني على ثلاث مقومات, أولا الموت, ثانيا التعذيب, ثالثا التفصيل, و أخذ العلم بعدا دراماتيكيا حيث أصبح فن قائم الذات خاصة عند المغاربة القدامى, لما كان الوفاء قيمة جيدة و كان العهد مصدر الفعل, إننا الآن في القرن الرابع و العشرين, نحتفل بالذكرةى ثلاث مئة على انحلال خلقنا و هذا هو الصواب, حيث نعتبر غلق أماكن العبادة إحدى مقومات الدولة الحديثة و وجب علينا أن نتحد في إطار اتحاد الاديان الثلاثة و نجعل حكومتنا قائدة لكل المنظمات السرية و نقطع العهد مع الضمير.
مدونة الأسرة للجمهورية:
حسب ما سمي آنذاك بالقانون كان لا بد أن تتزوج بأربع زوجات أو أقل و لكن نحن في قانوننا الفاسد الفاجر فإننا نحث على أن الزواج لا يجب أن يكون في إطار الحرية الفردية و حرية الجسد و كل من لم يلتزم بهذا القانون سيعرض نفسه للحرية, و هنا من حقك أن تتزوج بالأطفال و النساء و الذباب ( البشري و الالكتروني)
مدونة السير للجمهورية:
ليس هناك قانون تلتزم به يجب على كل فرد أن يقتل فردين في اليوم في حالة عدم الالتزام بهذه الإجراءات الاحترازية ضد البشرية فسيكون العقاب عسيرا
القانون التأسيسي:
تحت شعار " الفساد فطرة جماعية" تأسست جمهورية الفساد الديموقراطية الغير شعبية" بعد مخاض عسير لمدة ثلاث مئة عام, هدفها الأسمى هو نشر الفساد في كل مكان و لا يجوز أن ترتكب حسنة المساعدة لأن الشر في الابتعاد و عبارة الخير في المساعدة أتركها لمن يدعون أنهم أوفياء الدولة, و لأن الشعب يريد الفساد, إننا ألغينا الانتخابات و الدستور الذي يطبلون له الأتقياء فنحن هو الدستور و الدستور هو نحن.