جميع البشر على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وألوانهم يلجأون الى الله بالدعاء عند الكروب والازمات التي تعصف بهم .
فلما لا - فالذي خلقنا اعلم بحالنا وهو القائل ( يا عبادي ادعوني استجب لكم ) ، وحتى اعتى المجرمين عند تعرضه او تعرضه عائلته مصيبة ما او الى كارثه فانه تلقائيآ يبدأ بالدعاء لانه يعلم في قرارة نفسه انه ضعيف وان هنالك من هو قادر على مساعدته .
الا ان البعض يقول دعيت الله فلم يستجب لي ، وهنا يكمن عدم الايمان وعدم الثقة بالله عز وجل .
عندما يدعوا العبد فان الله عز وجل يستجيب له ، فأما ان يعجل له ما طلب او يؤجله الى يوم تقشعر له الابدان ،يوم يكون العبد فيه في امس الحاجة الى الرحمه والى حسنات تخفف عنه العذاب.
وبناءًا عليه فان بعض الادعية يستجيب الله لها فورا منها على سبيل المثال الا الحصر الدعاء عند الاحساس بالخوف من قوم او افة ما او من ظالم او غدر ، فأن دعوت الله موقنأ في الاجابة امدك الله بالسكينة والجم القوم وجعلهم مثل الارانب لا يستطيعون النيل منك .
فالادعية التي استجابتها فوريه ادعيه من خوف او من مكر او غدر ، فأن احسست بأي منهما ودعوت الله عز وجل نجاك منهم ومن مكرهم لانها ادعية لا تحتمل التأجيل .
استجابة الله عز وجل لدعاء العبد تقع تحت تقدير الله ، فان كانت الاستجابة الفورية افضل ام تأجيلها يكون افضل للعبد ( الايعلم من خلق وهو الخلاق العظيم ).
فيا أيها العبد لاتقنط من رحمة الله تحت اي ظرف من الظروف وأقبل بما قدره الله لك ،فهو خير وان كنت لاتعلم .
فلا تدعوا الله عز وجل على سبيل التجربة لأن الله ( لا يجرب ) بل ادعوا دعاء الموقن بالاستجابة ، فأن دعيت وانت موقن استجاب الله لك ونجاك مما انت فيه .
ان الله لا يخذل عبده اذا دعاه ، فقد نجى الله لوط ويوسف وابراهيم عند دعوا عند تعرضهم لمصيبه . وليس هذا حكرآ على الانبياء ، فلما نجاهم قال الله عز وجل ( وكذلك ننجي المؤمنين ) .
فموضوع الاستجابة للدعاء تحتاج اليقين اولا فاذا فقد اليقين هلك الانسان .
ان الله عز وجل يعلم ضعف العبد لقوله تعالى ( وخلق الانسان ضعيفا ) ولقوله تعالى ( ان الله بالانسان لرؤوف الرحيم )
اسأل الله لي ولكم العفو والعافية ويجعلنا من الموقنون وممن يستمعون القول ويتبعون احسنه .