من طبيعة الإنسان أنَّه في حياته يحِّبً الصعود إلى فوق أكثر من النزول إلى أسفل، ويُردَّدُ بيت الشعر الدراج " من لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر". فالإنسان دائماً يطمح في حياته بالصعود إلى فوق، وهذا الصعود يمثّل السعي نحو بلوغ القمة التي يسعى الإنسان في حياته للوصول إليها. طبعاً هذا الصعود ليس بالأمر السهل، فصعود الجبال أو تسلقها عملية شاقة ومضنية ولكنَّ المتسلّق يعيش على أمل نشوةِ الوصول إلى القمة التي وقتها تزيل كلَّ عناء وتعب ومشقة، وتجعله يرى في كلِّ المشقات التي تحمَّلها ومرّ بها أنه يجب تحمّلها، والتضحية من أجل الوص,ل إلى قمة الهدف وتحقيق المنال.
والتحدي الكبير في حياة المرء ليست مشقَّة الصعود بقدر العراقيل والعصي في الدواليب التي يضعها البعض من أجل ثنيه عن الوصل إلى هدفه في حياته. والأمثلة كثيرة في مجتمعاتنا التي تحارب قصص نجاح الآخرين وتحسدهم عليها، غير آبيهم بمقدار الجهد والتعب الذين يبذلان في سبيل الوصل إلى النجاح وتحقيق الهدف. والتحدي الكبير الذي يواجه المرء هو أن تنال منه تلك العراقيل وتلك المعوقات، فيقفَ في منتصف الطريق فلا يكمل ما ابتدأه من عمل أو أن ينزلق للأسفل عائداً إلى نقطة الصفر. وهذان الأمران خطان أحمران في حياة الإنسان المثابر والعازم على تحقيق النجاح في حياته، فلا يجب أن يسمح لأحد أن يوقِّف همته ونشاطه وعمله في الحياة طالما هو مقتنع بما يقوم به. وثانيا، لا يسمح بأن يشدّه أحد لينزلق عن قيمه ومبادئه وأخلاقه ويتدنى بها، بل أن يزداد ارتفاعاً بسمو فكره ومبادئه وقيمه وأخلاقه مشكلاً حافزاً للآخرين أن يحذوا حذوه.
لذلك، فنحن غير معفيين من الكفاح في الحياة لإكمال مسيرة حياتنا نحو العلياء ونحو تحقيق الأهداف المرجوة والطموح الذي نرسمه لحياتنا، ولا يجب أن نسمح لأية معيقات أن تحيدنا عن دربنا، بل دائماً أن نحوِّل التحديات إلى فرص واكتشاف الجديد، وتخطي كل من يحاول أن يضع العصي في دولايب مسيرتنا. أليس هكذا تبنى المجتمعات وتتقدم!