عندما تحل علينا ذكري الاحتفال بثورة 23 يوليو عام 1923 من كل عام ،سرعان ما يتبادر الي الاذهان احداث مهمة ووقائع مصيرية محفورة في الذاكرة لا شيء يمكن ان يمحوها ،لانها تمثل أصعب وأدق فترة مرة بها مصر ،وشارك في الشعب المصري بكل فئاته لتحديد مصيره ومستقبله. ومن ابرز هذه الاحداث، انها ثورة جيش حماها الشعب ،دون اراقة قارة دم واحدة ، اي انها ثورة بيضاء ،واعلان الجمهورية في 18 يونيو عام 1953 بعد ان تم خلغ الملم احمد فؤاد الثاني من سدة الحكم ،ليعلن بعدها انتهاء فترة حكم ابناء محمد علي لمصر للابد ،وكان هذا بمثابة بداية لعهد جديد تم فيه الغاء الملكية ،واعلان أول رئيس للجمهورية وهو الضابط محمد نجيب ليكون اول رئيس لجمهورية مصر العربية ،فضلا عن اعلان مباديء الثورة العظيمة والتي كان ابرزها القضاء علي الاقطاع وعلي الاستعمار وعلي سيطرة رأس المال ،مع اقامة عدالة اجتماعية وحياة ديمقراطية كاملة واقامة جيش وطني قوي يدافع عن الوطن ويحفظ مقدراته واستقراره ،
فضلا عن بناء حركة قومية عربية في ظل حكم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر للعمل علي تحرير فلسطين واصدار قانون تحديد الملكية الزراعية وتمصير وتأميم قناة السويس والتجارة والصناعة ، فضلا عن تشكيل حركة عدم الانحياز ومساعدة الشعوب العربية وغيرها علي الاستقلال والتخلص من قبضة الاحتلال .
لل ننسي في مثل هذا اليوم تحرك الجيش ضد الملك لتغيير اوضاع البلاد للافضل ودون اراقة دماء علي الارض. فلا يمك ان ننسي رجال عظماء في افعالهم تجاه الوطن امثال محمد نجيب وجمال عبد الناصر والسادات وعبد الحكيم عامر وعبد اللطيف البغدادي وحشن ابراهيم وزكريا محي الدين وكمال الدين حسين وخالد محي الدين وحسين الشافعي وجمال سالم وهم الضباط الاحرار الذين قادوا الثورة المجيدة وهم الذين وثق الشعب في قدرتهم ووطنيتهم .
لذلك فان ذكري ثورة 23 يوليو ينبغي الا تمر علينا مرور الكرام دون ان نحتفل بها ونعلمها للاجيال المقبلة و نستلهم منها الروح والصبر والقوة في مواجهة تحديات اليوم سواء فيما يتعلق بالمخاطر التي تحيط بناء من جميع الجهات او فيما يتعلق بمعركة التنمية والتطوير التي تخوضها البلاد منذ سبع سنوات تقريبا حتي الان ،منذ تولس الرئيس السيسي لسدة الحكم وهي معركة شديدة الوطأة تحتاج الي تضافر الجميع وراء القيادة السياسية والجيش من اجل العبور الي بر الامان والحفاظ علي الوطن الغالي الحبيب الي قلوبنا دوما ،مصر، الوطن الغالي الذي لا نعيش فيه فقط، بل هو الذي يعيش فينا!