بعد غياب طويل عن الأردن ومسقط الرأس الكرك عالية الجناب، عدت وكلي شوق وأمل، أما الشوق فشأني وأما الأمل فشأنكم وشأني.
عدت وكلي أمل بأن الحال قد تبدل إلى الأفضل والأجمل، لكني وفي جولة سريعة وجدت هذا الغيض من الفيض وجدت عالية الجناب كغيرها من أخواتها من محافظات الأردن تأن وتحتضر تحت وطأة الفساد والفوضى في دولة تحتفل بدخول المئوية الثانية .
غابت التنمية بكافة أشكالها وأساسياتها، بنية تحتية متهالكة ولك أن تتخيل دولة تقطع عنها الكهرباء لساعات تتغنى وزيرة طاقتها بربط شبكة الكهرباء فيها بدولة سوريا التي تعاني الحرب من عشر سنوات لتأمين الكهرباء وكأنها هي من تعاني الحرب.
طرق متهالكة وكأنها تعرضت للقصف وللأمانة كان فيها بعض التنمية فقد زادت فيها المطبات وتم تسميتها فقد رأيت أحد الشوراع في المنطقة التي أسكن قد سمي شارع النمر لكن على مايبدو أن النمر قد غط في سبات عميق فقد عدت الذئاب على غنمه وامتلئ شارعه بالحفر .
وقد تمنيت لو أعادوا تسميته بشارع التمر فإن أجدادنا العرب كان يصنعون آلهتهم من التمر فإذا جاعوا أكلوها وكذلك أوطانهم .
مراكز صحية تخدم آلاف المتعبين تنتظر التجهيز والإفتتاح منذ سنين ووعود عرقوب، تجوب صيدليات المحافظة كاملة بحثا عن دواء فيخبروك أنه لا يوجد إلا في العاصمة ويتغنون باللامركزية .
محال تجارية قد أغلقت وأخرى توشك أن تغلق أحدها تحول من سوق كبير إلى بنك ملابس للفقراء .
شباب معطل عن العمل بالجملة يملئ الطرقات والمقاهي بأشكال غريبة لا تنتمي للهوية العربية الإسلامية ولا لأعراف عالية الجناب، إهلاك للحرث والنسل.
وجوه عابسة أرهقها الفساد والضنك تحدث نفسها فرض عليها الوهم بحياة فضلى وغابت عنها الحقيقة والأمل .
فعجبا لمن لا يجد قوت يومه ويمتهن التطبيل وإرسال البرقيات .