ننتظرُ في حياتِنا بشائرَ الخير والنجاح، وعادةً ما نقول للشخص المعني الآتي إلينا "بَشِّرْنا" أي خبرنا أخباراً سارة تفرح قلوبنا بأخبارة مفرحة، لذلك جاء في الكتاب المقدس "ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام المبشرين بالخيرات"، فأمثال هؤلاء الناس الساعين إلى نقل الأخبار السارة هُم أناسٌ مباركين، وسعادتُهم في نقل الأخبار المفرحة والمسِّرة لا تقل عن وَقْعِ هذه الأخبار على أصحابها، لذلك بورك كلُّ من يحملُ في جعبته بشائرَ الخيرِ والفرحِ وسعادةِ الآخرين.
ولربما نحن مدعوين في حياتنا أن نكون من زمرة هؤلاء المباركين الآتين باسم الرب، نحمل في ثنايا حياتنا دائماً بشائر الخير والسعادة والفرح. فحياتنا بمجمَلها يجبُ أن تحمل هذه البشائر لنكون مدعاة لزرع الإبتسامة والفرح على وجوه الناس المتعبة والمثقلة بهموم الحياة أو لتخفيف أوجاع الآخرين بالوقوف إلى جانبهم وتشجيعهم، أو لفتح طاقات الأمل لمن انسدت أمامهم أبوابُ وطرقاتُ الحياة.
وعندما نُعيّن أو نُنتخب للجانٍ مختلفة كاللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية إنما نُعطى تفويضاً لأنْ نَبذلَ قصارى جهدنا لأنْ نجدِّدَ المفاهيمَ ونُعطيها مضامينَ جديدةً قادرةً على النهوض بحياة الناس والمجتمع وتقدمها وإزدهارها، فنقدم ما هو جديد وما هو مستجد من متطلبات الحياة المدنية والحاكمية الرشيدية، التي يسودها القانون وتزيِّنُها العدالة والمساواة وتكافئ الفرص وعدالة التمثيل والمشاركة الحقيقية في الحياة العامة المجتمعية والإقتصادية والسياسية. هذا ما يجعل حياتنا مباركةً لأنها تحملُ بشائر الخير والسلام فنكون حقاً عند حسن ظنِّ الوطن بنا، ونكون حقاً آتين باسم رب السماء وما يمثل ذلك من قيمٍ ومعانٍ سامية تنبع من قلب الله في العدالة والسلام والمساواة.
لا ننسى أنّ عالمنا يَستحِّقُ ما هو الأفضل، لأنَّ على هذهِ الأرض ما يستحِّق الحياة، والحياةُ أمانةٌ ومسؤولية لنسبرَ غورها ونكتشف شيئاً من أسرارها، وهذا غير ممكن من غير تحقيق الأمن والأمان، وتوفير الحريات اللازمة في جو من العدالة والمساواة لإنطلاقة حقيقية للعقل البشري القادر أن ينتج ما هو ضروري لحياةٍ مجتمعيةٍ هانئةٍ، وتنميةٍ وتقدُّمٍ هائل في كافة مجالات الحياة العلمية والتكنلوجية والصناعية والطبية وغيرها.