هذه السطور تتمحور حول المرحله الانتقالية العالميه المباغته لجميع الدول ونقلها من خطط كانت تبدو واضحة المعالم يكسوها الطابع الروتيني اليومي الى مرحله تحمل في جعبتها المجهول....
تتسم هذه المرحله بملامح الهلع والجزع والعجز الدولي، حيث ان جميع الدول تُحتل بهجمات فيروسيه شديد الخطوره سريعه الهجوم وبعدد لا محدود من جنود جيوشها، حيث تقف اقوى الدول عاجزه لتصدي السريع عليه وتفقدان السيطره على احتوائه او محاصرته لشدت وسرعه انتشاره في اجساد المواطنين..
نحن ودول العالم نخوض فتره محوريه عصيبه ومعقده والتي تتشكل على هيئه وباء عالمي يفتك اجساد الدول والضحايا هم البشرية! وحين ما نقول وباء فان اول ما يتوارى على أذهاننا الامراض الجسديه ، وهذا صحيح لكنه غير شمولي ، ففي اوقات الازمات العالميه ومنها الاوبئه يتشكل امراض اخرى تشكل عبئ كبير على الدوله وعلى شعوب العالم هذه الامراض قد تكون او ستكون على شكل : ركود وتراجع كبير باقتصاد الدوله وانتاجها المحلي ، تصادم مصالح الدول العظمى وتشكل ازمات سياسيه للمحافظه على السياده والقوة مهما كلف الامر ، تفكك اجتماعي اذا تفاقم الجوع والفقر لا قدر الله ونتشار افات مجتمعيه من سلب ونهب وما شابه للبقاء على قيد الحياه ، فان الاوبئه مثل الحروب يتنج عنها فتك في البشريه وازمات اقتصاديه و دوليه وافات مجتمعية ٬ عافانى الله .
لكن هنالك دائما جانب مشرق وامل، و بعد كل غروب يوجد ولاده للشمس من جديد بيوم جديد، ونؤمن بان نهايه النفق مهما كان مظلم وطويل لا بد من نور يتوهج في نهايته ، وهذا الحال بما نمر به في هذه الازمه بهذا التخبط العالمي بهذا المصير الدولي المجهول لابد لنا ان ننظر الى الجانب المشرق من هذه الازمه المؤلمه والموجعه ،وكما يقول المثل الاجنبي "الحياة ستستمر" وهي كذالك ستستمر لذألك علينا اعاده النظر بترتيب الاولويات وفهم محاور وجوانب التي قد يتفشى بها الوباء لتخفيف اضراره قدر المستطاع وأخذ الخطوات اللزمه في جميع الجوانب وفي انن واحد ، ان هذا يبدو صعب لكن غير مستحيل.
لذالك علينا ان نعيد النظر بالمخاطر التي تحيط بنا على المدى القريب والبعيد، وهذا يترتب عليه فهم ابعاد الازمه الصحيه والاقتصاديه والدوليه والاجتماعية فهو وباء ذات ابعاد متعدده، يجب ان تكون جميع ابعاده بعين الحسبان كي نجتاز الازمه بأقل الخسائر وذالك بوضع خطه شامله من شأنها ان تشمل جميع جوانب الازمه وتخصيص ميزانيه ووضع قوانين من شأنها ان تكون خطط إنعاش لدوله من هذه الأزمه.
ان أردنا الحبيب يمتاز بموقع استراتيجي وكأنه القلب النابض لهذه العالم، يمتاز بمناطقه الشاسعه الغير مستغله وكأنها تتنظر هذه الفرصه ليتم تحويلها لأراضي انتاجية صناعية وزراعية لكي يتم الاستفاده منها واستغلالها بما ينعكس ايجابا على الدوله، يمتاز بكوادره العلميه والعمليه القادره على العمل والانتاج. ان انقطاع العالم عن بعضه البعض ومنع استراد البضائع من بعض الدول الى اشعار اخر يمنح لنا فرصه لنعيد هيكله الانظمه والقوانين التي من شأنها ان تشجع على الاعتماد الذاتي وخصوصا اننا نتحلى بجميع مقومات العمل والانتاج والموارد.
وهذا يكون بوضع استراتيجية اصلاح شامل قريب وبعيدة المدى، تشمل الاصلاح جميع القطاعات مثل التعليم، الصحه، البنية التحتيه .... الخ، بتعاون مع القطاع العام والخاص والبنوك المحلية لخفض نسبه الفائده على القروض وتخفيض الضرائب وتقديم تسهيلات من شأنها ان تعيد وتهيئ البيئه الخصبه للعمل والانتاج والاستثمار لرفع الانتاج المحلي الذي سينعكس حتما على الدخل الفردي للمواطن الاردني وبشأنه ان يزيد الدخل للمواطن الاردني لاسيما انه يشهد تقليص وخفض في دخله الشهري بهذه الايام ولا أحد يدري الى متى! وهذا التخفيض حتما سينعكس بشكل سلبي على السوق الاردني وإنتاجه المحلي الذي سيساهم بزياده التحديات الاقتصادية.
ان العلاج الصحي ضروري جدا فان الانسان هو مصدر الحياة وكذالك ينطبق على العلاج الاقتصادي الذي له تأثير على على الانسان ونشاطاته واحتياجاته وسلوكه خلال وما بعد الازمه وإن أنجاح هذه الاستراتيجية سينعكس حتما على الناتج المحلي وسيساهم في خفض معدلات البطاله الذي تتجاوز ٢٠٪ وازدهار السوق الاردني ونتعاشه وتحويلها من دولة معتمده على الاستيراد الى دوله صناعيه وزراعية منتجة تصدر للعالم اجمع وهذا من شأنه ان يجعل الاردن قبله لكل مستثمر في المستقبل.
وكما يقول محمود درويش على هذه الارض ما يستحق الحياة فا اقول على ثرى الاردن ما يستحق الحياة